الجمعة، 6 يناير 2012

الحلقة التاسعة عشر

ها هنا قد عدنا من جديد لسرد الحقبات الزمنية وتأثيراتها البيروقراطية ذو الأيدلوجية التأثيرية 
توجد أيام هامة على مر هذا التاريخ منها السياسي .. العسكري .. ولكن لم يسبق

وأن تطرق أحداً للأيام التي أستطيع أن أسميها الأيام الإنسانية


 التي تحدث بشكل عفوي وتبقى علامة تاريخية راسخة ولكن بسبب تجاهل المؤرخين

لها تندثر بوفاة آخر شخصياتها.

لقد مر على تاريخ غزلنا المعاصر عدة أيام مشهودة سأذكر كل منها في مرحلته وحقبته
  ..

لقد وصلنا إلى تاريخ تحرير الكويت ... وياله من يوم مشهود للمغازلجية  ..

في ذلك اليوم أعلن رسمياً دخول أبناء الطبقة المتوسطة من فئات المجتمع إلى عالم الغزل

واستطاعوا أن ينضموا إلى موكب المغازلجية من أبناء الطبقة المخملية

كان الوقت مساءاً في جدة وعلى كورينش جدة الحالم تجمع جميع ألوان الطيف

من أبناء البلد ومن الكويتيين أيضاً الذين فروا من تيهات الحرب ...



اجتمعوا بلا ميعاد على الكورنيش ( وقت المغيب ) أتوقع أن ذلك التاريخ فيما بعد ألهم الكاتب

أن يكتب هذه القصيدة :


اسعد الله لو يجي جده حبيبي عندي بشط البحر وقت المغييب

كان أخلي شطها جنة هو انا واركب امواج البحر معها واغيب

كان الكل يحتفل ... الكل يرقص ... يغني ... ينشدوا ...

 
حتى بائع البليلا كان يوزع ببلاش


حتى التكرونيات والتكارنة كانوا يوزعون ( الدوقه بس مو ببلاش ... )




كان الشباب في غاية الوسامة ... والبنات في غاية اللطف



لم يشاؤوا أن يردوا مرقماً تعنى برقمه ولو من باب المجاملة

الكل رقص ...


الكل رقم ...
 

وبدأوا حياة الغزل لمن لم يسبق له من قبل خوض غمارها ...

تكونت حالة من التلاحم بين فئات الشعب لم يسبق لها مثيل ...

ومن يومها أو بعدها بقليل بدأت قوافل العائدين إلى ديارهم الأصلية

يعودون لمنازلهم بعد أن دب الأمن مرةً ثانية في ربوع البلاد ...

لكن عودتهم هذه ( بالنسبة للكثيرين ) لم تكن عودة كسابقاتها ...

بدأ الشباب أكثر يتوغلون في عالم الغزل ...

يحاولون اكتشاف عالم المرأة الذي كان بابه مغلقاً ردحاً من الزمن في وجوه الكثيرين منهم...

أتدرون أن تلك المرحلة أثرت أيضاً فيما بعد على الحركة الرياضية في البلد ... كيف ؟

أقولكم <<< باللهجة الجداوية

كان معظم الشباب يجد في لعب الكرة في الحارة متنفساً لطاقاته المكبوته ...


فكان يمارس الرياضة بعنف وشبق ...

كانت لدينا مجموعة من المهووسين بكرة القدم ... ( ولازالت ولكن قلت بشكل كبير )

أذكر أنه في فترة الثمانينيات بينما كانت المباريات تلعب عصراً أيام الدوام

 كان الموظفينيخرجون من مقر العمل إلى الملعب يأكلون شاورما في الطريق ...

يمكن بسبب تغير توجه الشباب وانحسار اهتمامهم بالمباريات لصالح الغزل

ربما يكون أدى إلى تحويل وقت المباريات إلى بعد صلاة العشاء


حيث قل الحماس لديهم للذهاب للملعب ... 

فيما هو أهم من المهم

لقد كان تحولاً دراماتيكياً أثر على مرحلة التسعينيات بشكل جذري ...

يتبع ... وإجازة سعيدة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا مقدما لإبداء رأيك